
واجهة المنزل … إهتمام جديد للقُماري
بقلم محمد. قمار
واجهة المنزل … إهتمام جديد للقُماري
إهتم أهل مدينة قمار كثيرا بفن العمارة عبر العصور و لكن ذلك كان مقتصرا على المنزل من الداخل و حتى و إن أولوا إهتماما بالمظهر الخارجي فهو للغرف إن كان منزلا تقليديا أو فيلا داخل السّور.
و كانوا يتركون دائما السور الخارجي بمدخله الرئيسي سواء كان واحدا أو متعددا آخر إهتماماتهم ، بل كنا نلاحظ في السابق أن شخصا من المدينة قد يبني قصرا و يسكنه لمدة سنوات و يترك سوره الخارجي غير مكتمل.
و لكن القُماريين أدركوا أخيرا أنه : كما أن الإبتسامة لا تكتمل بدون أسنان بيضاء أو بدون أسنان أصلا فجاذبية و روعة المنزل لا تكتمل بدون واجهة تحمل لمحة من الجمال.
فانطلق صاحب المنزل و الحرفي البنّاء كلاهما في الإبداع الأول بفكره و ماله و الثاني بعقله و أنامله يصوغون لوحات فنية رائعة.
و اقتنع الناس بأن المدخل الرئيسي هو جزء من الصالون يُبدأ باستقبال الضيف فيه قبل دخوله البيت ، فيُولى هذا الأخير إحتراما لهم منذ البداية.
واجهات البيوت الجميلة توفر للمارّين بالشارع ، الشعور بالرّاحة و الأمان
كان الأطفال الصغار في السابق يتجنّبون المرور بشارع ما ، عندما يكلّفهم أهلهم بقضاء بعض الحاجات و خاصة إذا كان الوقت متأخرا ، لأن ذالك الشارع فيه بعض البيوت مداخلها أو أبوابها الرئيسية تختلف عن باقي البيوت في الشارع
فإما أن يكون المدخل غير مرتفع بما يكفي كأن صاحبه يدخل إلى قبو أو أن لا يكون بنفس مستوى الشارع فيسير المار ؛
خاصة إن كان وحيدا و هو يتوقع أن يخرج له اي شيء ، لا بل هناك من الشوارع القديمة التي يمر بها الإنسان ليلا و هو يحس بالرهبة و الخوف متسلحا بقراءة ما تيسّر من القرءان سرًا ،
و يحس بلذة الإنتصار و نشوة السعادة عندما ينتهي به الشارع إلى طريق رئيسية أرحب و تكتمل الفرحة عند بداية أعمدة الكهرباء العمومية ،
طبعا هذه البيوت بُنيت في ظروف معينة و في عصور مختلفة و أدّت حينئذ دورها و لكننا نذكرها في هذا المقام ليس انتقاصا من قيمتها و لا من قيمة مالكيها و إنما لتبيان دور الواجهات الجميلة في تحقيق الشعور بالأمان للمارّين.
الخزف و الرخام يكسوان مداخل البيوت
فمن الخزف أو السيراميك الصيني و الرخام الطبيعي إلى حصى الشواطئ و صخور الجبال المنحوتة تفنّنت أنامل البنّائين في إبداع اللوحات النهائية للبيوت.
و أتاحت هذه العملية للعديد من شباب المدينة إتقان تركيب هذه المواد بعد أن كانت في السابق مقتصرة على عدد قليل من المختصّين يُعَدّون على رؤوس أصابع اليد الواحدة.
تَغَيُّر إستراتيجي في عناصر واجهة المنزل
في سنوات خلت كان القماري عندما يبني بيتا يجعل من باب القاراج (المرأب) ضخما لدرجة تخل بالمظهر الخارجي للمنزل و عندما تحاوره يقول بأن الباب يجب أن يكون كافيا لدخول شاحنة كبيرة
بينما الباب الرئيسي للمنزل يكون عاديا ذو شق واحد كافي لدخول شخص واحد مُدَّعيا أنّ هذا هو الخيار الصحيح.
و مع مرور الزمن اقتنع الكثيرون بأنّ هذه النظريات غير صحيحة و أن باب القاراج (المرأب) يجب أن يكون كافيا على أقصى تقدير لدخول سيارة سياحية و أنّ المنازل ليست لإيواء الشاحنات الكبيرة و أن الباب الرئيسي يجب أن يُضاف له نوع من التوسعة كأن يكون ذا شقّين مثلا.