
عمر أبو بكر شكيري : الأديب والشاعر
ولد الأستاذ عمر أبو بكر شكيري عام 1920 فى بلدة قمار، وادي سوف، الجزائر.
حفظ القرآن الكريم، وتعلم مباديء العربية بمسقط رأسه، ثم سافر إلى تونس عام 1936 ليلحق بالكلية الزيتونية، وتخرج فيها عام 1944 بشهادة التحصيل.
التحق بسلك التعليم الحر التابع لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وأدار عدة مدارس ابتداء من عام 47 – 1948، وعند قيام الثورة الجزائرية عام 1954 كان يقوم متطوعاً بإمامة الجمعة فى أحد مساجد العاصمة.
التحق بسلك التعليم الحر التابع لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وأدار عدة مدارس ابتداء من عام 47 – 1948، وعند قيام الثورة الجزائرية عام 1954 كان يقوم متطوعاً بإمامة الجمعة فى أحد مساجد العاصمة.
له مشاركات كثيرة في الحياة الأدبية بمقالاته وقصائده الشعرية، ولكنه لم يطبع شعره في ديوان بعد.
من إبداعات الشاعر
المرأة الجزائرية
جُلت في الأرض جنوبا وشمالا وتصفحتُ نساء ورجالا
وتتبعت ذُكا في ” خدرها ” في صباها ثم لما تتعالى
علَّني ألقى فتاة حرة أجتليها مثلا يغدو مثالا
فاستطال البحث واستعصى ولم أتصيد من ظبا الغيد غزالا ?
ثم لما لم أجد لي طلْبتي في الأقاصي عدت أستقصي ( الشمالا )
فإذا بالمرأة المثلى بدت من بنات الصيد بأسا وجلالا
قلت : من أنت ? فقالت : حرة أخت أحرارٍ, جلادا ونضالا
أنا أخت للمغاوير الألى عشقوا الموت وراموه وصالا
أنا إن لم تدر يا ذا لبأة لهزبر أطلس صال وجالا
أنا بنت ” للجزائر ” حرة سائلوها تعطكم عني مثالا
جدتي كاهنة الأوراس هل بين قطبيها لها تلقى مثالا ?
( كلوبترا) لم تصاول خصمها بسيوف وتحامتها قتالا
واستطابت عضة الناب على ضربة السيف مضاء وصقالا
وابنة الأطلس صالت بظبا وحمت غيلا، وأسدا، وجبالا
وسمت في الشرف الغالي فلم تتدنس , وهْي من تدري جمالا
اسألوا السيف وميدان الوغى تعلموا أن النسا طلن الرجالا
سائلوا الأبطال من غذاهمُ نعمة الإسلام لم يأل احتمالا
سائلوا الأطفال من روّاهمُ لغة القرآن حبا وكمالا
سائلوا الأخلاق من جمّلها وحماها ورعاها وأنالا
سائلوا عني وهادا وجبالا سائلوا عنِّي هضابا وتلالا
سائلوا عني مغارات الحمى سائلوا عني الشماريخ الطوالا
سائلوا عني ظلاما دامسا سائلوا عنِّي نجوما وهلالا
سائلوا عني جريحا داميا سائلوا عني قتيلا يتلالا
سائلوا البارود عني داويا سائلوا عني رصاصا يتوالى
سائلوا عني أسارى للعدا من سقى إخوانهم موتا عجالا
سائلوا الحاصد بالرشاش من يحمل (البلوط) أقفافا ثقالا
سائلوا عني الفدائيَّ الذي يصرع الأعدا ويغدو , لن يُنالا
سائلوا المعتقل القاصيَ من يركب الموت ليلقاه حيالا
سائلوا الدنيا أهيبوا باختها هل سمت أنثى سموّي وفعالا ?
فإذا أعياكم البحث ولن تجدوا مثلي – وهيهات محالا
فاتركوني أشتر المجد فلي شغف بالمجد لا أبغي بعالا
ودعوني لوغى الحرب غِذا وتروسا , وسيوفا , ونبالا
وهبوا لي فسحة من صدركم أبلغ القصد استماعا وامتثالا
لن ينال المجد إن لم يندفع كل أهل القطر غيدا ورجالا
للفتى حق , وحق لاخته منذ كانت هذه الدنيا مجالا
منـــاجـــاة العـــلَـــم
علَمَ الجزائر يا لواء النصر يا بند الأملْ
يا راية خفقت لخفقتها المشاعر والمقل
واهتزت الأعطاف من هزاتها هز الجذل
وتجاوبت في النفس أصداء المعامع في الجبل
تلقي المهابة في القلوب فتقشعر من الوجل
يا دمعة الأم الحنون على الوحيد إذا قُتل
يا زفرة الزوج الوفية في الظلام على الرجل
يا صيحة الطفل الصغير على أبيه المعتقل
يا صرخة الأجناد في الأجيال : حيّ على العمل
يا همسة الضباط في الأدغال بالأمر الجلل
يا فدية لدم الشهيد ومنية الشعب البطل
يا فلذة الأكباد , بل يا مهجة سالت على هام الأسل
يا من عليك تلاحمت تفديك بالمهج الدول
وتسابق الفرسان في إنجاز ما وعد الرسل
إما حياة حرة أو ميتة تبقى مثل
يا صبر من ذاق البلاء وسره لم ينتشل
يا روح من فقد الحياة على الحمى كي لا يذل
يا محنة الشهم الأبي تعاورته يد الهمل
يا عفة لنسائنا هتكت على أيدي السفل
يا غربة الداعي الصبور يجوب أصقاعا عجِل
يدعو العمومة والخؤولة والأقارب والخول
ويهيب بالشرق القصي وبالمغارب لا ملل
أن شاهدوا، ثم اشهدوا، لم يسبق السيف العذل
يا خطرة من شاعر ذاد الكرى ثم انهمل
يبكي الأيامى، واليتامى، لا كفيل ولا مدل
للباقيات الصالحات الطيبات المستهل
للذكريات نسجت هذا البرد من كبدي النَّحِلْ