
طبيب القرية شامي الطاهر رحمه الله
تعريف
كانت البشاشة السّمة المميزة لطبيب القرية ، و الإبتسامة الصفة الملازمة له، لقد كان يسعد الناس ببشاشته ويشركهم معه في فرحه ويضفي عليهم جواً من المرح ويستبشر به الناس حينما يزورهم في بيوتهم أو يلتقي بهم في طريقه.
إنه المرحوم شامي الطاهر أو الطاهر علَّه كما كان يلقب من رموز مدينة قمار ومن أطباء المدينة، لقد كان الممرض و الطبيب العام و الطبيب المختص و الطبيب الجراح و كل شيء بالنسبة للناس.
ممرضا في نظر البعض حيث كان يعطي الحقن و يداوي الجروح و الحروق.
وطبيبا عاما و مختصا في نظر آخرين خاصة كبار السن، حيث كان يزورهم في بيوتهم ليعالجهم.
و طبيبا جراحا حيث كان يختن الأطفال و ينزع الشوكة لمن أصابته و غيرها :

عيادة المرضى
ربما في زمانه يكون قد دخل جُلّ إن لم نقل كل البيوت القُمارية إما خاتنا لصغير أو معالجا لكبير أو صغير.
تصطحبه سماعته اللامعة في عنقه و علبته الصغيرة التي تحتوي على معداته الطبية و التي لا تظهر في البداية لأنه ضيف بقدر ما يدخل السرور على قلوب الكبار و لكنه غير مرغوب فيه بالنسبة للأطفال الصغار.
طبيب المدرسة
ففي المدرسة مثلا يكون المعلم منشغلا بالدرس مع تلاميذه و التفاعل يعم القسم و فجأة يطرق الباب طارق ثم ينفتح و إذ بالمدير يأتي و معه ضيف لإعطاء اللقاحات اللازمة للتلاميذ على شكل إبر. فيعم المكان صمت رهيب أما في البيت فإذا كان المريض طفلا فمن المؤكد أنك ستسمع الصراخ بعد حين إما بسبب حقنة أو ختان، و لكنه الصراخ الذي لابد منه و البكاء الذي يحمل معه الشفاء بإذن الله.

الختان جمع بين الطب والفرح
لكم أن تتصوروا مثلا في حالة الختان شعور طبيب عندما يقترب من الوصول الى بيت المعني يهرع الأطفال مسرعين إلى الدخول ليخبروا الجميع أن “الطهّار قد وصل” .
تتوقف السيارة الصغيرة و ينزل منها رجل كل الأنظار متوجهة إليه هذا بالنسبة لجناح الرجال أم جناح النساء فالجميع يظعن أيديهن على أفواههن إستعدادا لإطلاق الزغاريد.
دون أن ننسى بين الجناحين صاحب البارود الذي جهزه قبل وصول الضيف المنتظر و عند وصوله يضع إصبعه على الزناد و يبدأ الجميع في العد التنازلي.
و ما إن تنتهي العملية التي تستغرق بعض دقائق حتي يقوم كل شخص بما هو مطلوب منه، بارود يكاد يفرقع الآذان و طوفان من الزغاريد يرسل البهجة في القلوب و حلويات و مشروبات تُوزع و الكل يغمره السرور و الفرح، إنه شعور حسب اعتقادي لا يشعر به ولا يقدره إلا الملوك و العظماء.
إنها سعادة غامرة تلك التي يستشعرها المرء عندما يسعد الآخرين أو يشارك في إسعادهم و لك أن ترى ذاك البِشر والسرور الذي على مُحيا الحاضرين.
وأخيرا وليس آخرا
يبقى الهدف من رواية مثل هذه القصص لهؤلاء الذين أفنوا حياتهم في خدمة الناس هي أن تتعلم الأجيال أنه ليست العبرة في أن تتزود بمختلف الشهادات العلمية و هو أمر مطلوب بقدر ماهو السعي لنشر الخير و السعادة بين الناس و نفعهم و هو ما نلاحظه في حالة عمنا الطاهر رحمه الله و غفر له و أسكنه فسيح جناته إنه على كل شيء قدير.