
الشيخ الحفناوي هالي
(1330-1385هـ) (1911-1965م).
ولد في بلدة قمار (وادي سوف – الجزائر) وعاش في الجزائر وتونس.
النشأة
حفظ القرآن الكريم، ثم أخذ علوم اللغة من نحو و صرف و أدب، و العلوم الشرعية من فقه و عقائد عن علماء بلده، ثم رحل إلى تونس و هناك التحق بجامع الزيتونة ، حيث حصل على شهادة التحصيل، ثم عاد أدراجه إلى الجزائر.
الوظائف
عمل معلمًا في مدرسة النجاح بقمار، ثم اختارته جمعية العلماء ليعمل أمين سر مكتب لجنة التعليم العليا بقسنطينة فنظمها، و أشرف على مناهج التعليم بها، ثم نقل إلى الجزائر (العاصمة)، و في عام 1956 تم اعتقاله مدةً، ثم أخلي سبيله ليعمل في مدرسة التهذيب العربية ببلدة الأبيار، و بعد استقلال البلاد عُيّن مديرًا في وزارة الشؤون الدينية ثلاثة أعوام توفي بعدها على إثر حادث سيارة، كان عضوًا في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
الإنتاج الشعري
– أورد له كتاب «الثورة في الأدب الجزائري» عددًا من القصائد و المقطوعات الشعرية، و نشرت له جريدة البصائر عددًا من القصائد منها: «نادت الضاد» – العدد (144) – الجزائر 1951، و«يوم الرسول» – العدد (22) – الجزائر 1952.
يدور شعره حول المناسبات، لكنه كتب الأناشيد الوطنية ذات الطابع الحماسي، و له شعر يشيد فيه بالبطولة و بالأبطال من الثائرين في الجزائر. اتسمت لغته بقوة في العبارة، و جهارة في الصوت، و نشاط في الخيال. التزم الوزن و القافية فيما أتيح له من الشعر و إن شاب كتابته الأولى بعض الهنات التركيبية و العروضية.
بعض قصائد الشيخ الحفناوي هالي
الثائر البطل :
طـوَّقَ السهلَ والجــــــــــــــــــــــبَلْ … … و اعتلَى مُشــــــــــــــــــــــرفَ القُلَلْ
و أتى الــــــــــــــــــــــمُدْنَ والقُرى … … فـابتلاهـا و مـــــــــــــــــــــا وَجِل
و العِدا تـنشـــــــــــــــــــــرُ الرّدى … … و السَّمــــــــــــــــــــــا تبعثُ الأجَل
و هْو كـالنسْرِ فـوقَهـــــــــــــــــــــا … … لا يُبـالـي بـمــــــــــــــــــــا حصَل
إنمـا الـمـوت خطـــــــــــــــــــــوةٌ … … عـندَه فـي مدى الأمــــــــــــــــــــل
هـو جِنٌّ مُقــــــــــــــــــــــــــــيَّدٌ … … كـسـرَ القـــــــــــــــــــــيْدَ و انفتَل
بـل مـلاكٌ مقـــــــــــــــــــــــــرَّبٌ … … عــــــــــــــــــــــــرَفتْ روحُه الر
الـبُطـولاتُ إن بــــــــــــــــــــــدا … … لـم تَعُدْ ذلك الـمـــــــــــــــــــــثل
الطـواغـيـتُ رغمَ مـــــــــــــــــــــا … … كـان مـن عِزِّهــــــــــــــــــــــا أَذَل
قـد دفعْنـا خِيـارَنـــــــــــــــــــــا … … لـحِمـاهـا و لــــــــــــــــــــــم نَزَل
و طـوى بطنَهــــــــــــــــــــــــا مئا … … تُ ألـوفٍ مـن الــــــــــــــــــــــبُسُل
والثَّرى مـن دمـائنـــــــــــــــــــــا … … عَلَّ مـن بعــــــــــــــــــــــدِ أن نَهَل
و العِدا فـي ضعـافِنـــــــــــــــــــــا … … مـثَّلـوا أفـــــــــــــــــــــظعَ الخَلَل
فإذا أخطأَ الرَّصــــــــــــــــــــــــا … … ــــــــــــــــــــــصُ،فلن تُخْطِئَ
و إذا السجنُ لــــــــــــــــــــــم يسَعْ … … صـارتِ الأرضُ مُعتَقــــــــــــــــــــــل
و الـيـتـامـى جحـــــــــــــــــــــافلٌ … … تتهـاوَى بـلا أمـــــــــــــــــــــــل
و الغَوانـي الــــــــــــــــــــــمُخَدَّرا … … تُ مئاتٌ بـــــــــــــــــــــــــلا رَجُل
و الـمغانـي الـمُعــــــــــــــــــــمَّرا … … تُ خرابٌ عـــــــــــــــــــــــــلى طَلَل
و الصحـارى بـلادُنــــــــــــــــــــــا … … تَدَّعـيـهـا بــــــــــــــــــــــلا خجل
و هْي جزءٌ مــــــــــــــــــــن الجزا … … ئِرِ كـاللام فـي الجـــــــــــــــــــبَل
أعـلنـــــــــــــــــــــــوا هدنةً فهل … … قَبِلَ الهدنةَ الـــــــــــــــــــــــبطل
لا ولن تَقبــــــــــــــــــــــلَ الجزا … … ئرُ بـالـحَلِّ نِصْفَ حــــــــــــــــــــــل
إنمـا أمـرُه : «اخرُجــــــــــــــــــوا» … … لـيس فـيـهــــــــــــــــــــا متَى وهل
إنمـا الأرضُ أرضُنــــــــــــــــــــــا … … مـا عَلاهـا و مـــــــــــــــــــــا سَفَل
لن تُرى تــــــــــــــــــــــربةُ الجزا … … ئرِ ظلاً لــــــــــــــــــــــــــمُسْتغِل
كلُّ شبرٍ مـن الـبــــــــــــــــــــــلا … … دِ بتـاريـــــــــــــــــــــــــخه حَفَل
و بَنـو هــــــــــــــــــــــــذه الجزا … … ئرِ كـــــــــــــــــــــــالسَّيل إذ حَمَل
بطلٌ مـات فـي الـــــــــــــــــــــوغى … … قـام فـــــــــــــــــــــــي إثْرِه بطل
و سحـابٌ قــــــــــــــــــــــــد اختفَى … … فإذا غــــــــــــــــــــــــــيثُه هطل
يــــــــــــــــــــــــــتحدَّى و إن غد … … ضدَّه الـدهـرُ و الـــــــــــــــــــــدُّوَل
هـاتِ مـا شئتَ يـا زمـــــــــــــــــــا … … نُ و زدنــــــــــــــــــــــــا فلن نَمَل
و اخـفقـي يـا بُنـودَنـــــــــــــــــــا … … نحن ضَرّابةُ الـمـــــــــــــــــــــــثَل
و انطلقْ يـا رصـاصَنـــــــــــــــــــــا … … أنـت مـن جَسَّمَ الأمـــــــــــــــــــــل
و انشدي أمَّةَ الجــــــــــــــــــــــــزا … … ئرِ أُنشـودةَ الـــــــــــــــــــــــبطل
نحن أعـلى و إن تعــــــــــــــــــــــا … … لَى عـــــــــــــــــــــــــدوٌّ و إن جَهِل
ربُّنـــــا اللهُ إن يكــــــــــــــــــــــنْ … … رَبُّ أعـدائِنــــــــــــــــــــــا «هُبَل»
هـو مـن عِزِّهـــــــــــــــــــــــم أَعَزْ … … زُ و مِن كُلِّهـــــــــــــــــــــــــم أَجَل
وداع العام الدراسي :
قِفْ عـلى الـتهـذيب حَيِّ النـاجِحـيـنــــــا … … حَيِّ نَشْئًا لـم يـزل فـي العـامـلـيـنـــــا
و اذكرِ العـامَ و قـد وَلَّى و لكـــــــــــــنْ … … إنَّ عزْمَ النشْء لا يعـرفُ لِيـنــــــــــــا
إيـهِ يـا عـامُ بـلَوْنـاكَ كـمــــــــــــا … … قـد بـلـونـاهـا سِنـيـنًا و سنـيـنـــــــا
إيـهِ يـا عـامُ قطعْنـاكَ كـمـــــــــــــا … … يـقطعُ الـمـاجـدُ شـوْطَ الـمـاجـديـنـــــا
فـيكَ كـان الـدهـرُ يـقسـو ظالـــــــــمًا … … عـلَّه يلقى ضعـيفًا أو مَهـيـنــــــــــــا
مـن شؤونٍ لـيس يُحصَى عـدُّهـــــــــــــــا … … و شجـونٍ شـيَّبَتْ أحـلى الـبنـيـنــــــــــا
بَيْد أنـا قـد صـمَدْنـا عـنـــــــــــــوةً … … و سنـبقى دون ضعفٍ صـامديـنــــــــــــــا
كلُّ مـن جـدَّ و إن طـــــــــــــــــال مدى … … سَيْرِهِ أصـبحَ بـالفـوْزِ قَمـيـنــــــــــــا
يـا بنـي الـتهـذيب دُومـوا مـــــــــثلاً … … للـورى عـالـيَهُ خُلْقًا و ديـنـــــــــــــا
أنـتـمُ الآسـادُ قــــــــــــــــد ربَّتكُمُ … … إنّمـا الهصَّارُ مـن يحـمـي العـريـنــــــا
إننـا آبـاؤكـم نلقى كـمـــــــــــــــا … … قـد لقـيـتـم شدةً يـومًا و لـيـنـــــــــا
غـيرَ أنَّ العـلـم لابـدَّ لـمــــــــــــن … … رام أن يبقى له دومًا أمـيـنــــــــــــا
فهـنـيئا للألى فـازوا و هــــــــــــــا … … هـو ذا الفـوزُ يـنـادي الراسبـيـنــــــا
واستـريحـوا ثـم عـودوا للكفــــــــــاحِ … … بعـد أيـامٍ بعزمِ الراغبـيـنــــــــــــا
و اذكروا سـاعـاتكـم هـذي ففــــــــــــي … … ذكريـاتِ العـلـم سلـوى الـذاكريـنــــــا
و وداعـا يـا بنـيـنـــــــــــــــا و إلى … … قـابـلٍ حـيث نراكـم أجـمعـيـنــــــــــا
فـي سـرورٍ،فـي صـفـوفٍ،فـــــــــي دروسٍ … … فـي نشـاطٍ،فـي نجـاحٍ آمـنـيـنـــــــــا